وقد حصل كثير من هذه
الأمور، حصل أن أناسًا يتلاعبون بالطلاق، ولولا أنهم قد سُجِّل عليهم بالكمبيوتر،
لولا التسجيل عليهم، لحصل الخلل العظيم، لكن إذا أُدخِل اسمه، أول ما يسأل، يُدخَل
اسمه وطلاقه، ثم إذا طَلَّق ثانية كذلك، ثم إذا طلق مرة ثالثة كذلك. فإذا جاء
يسأل، فإنه يُطْلَب اسمه، ويُرَى كم طَلَّق من مرة، ويظهر الكذب والتلاعب. أو أنه
يُكتَب في سِجِل، ويُضْبَط في المحكمة، بحيث إنه ما يكذب أو يُلَبِّس.
لكن واحد في الطريق
ما عنده سِجِل، ولا عنده كمبيوتر، ولا عنده شيء، يفتيه ويقول له: «اذهب مراتك معك»
فهذا غلط كبير!
يَعقد النكاح، وهو
ما يدري عن المحرمات في النكاح، فقد يَعقد على قريبة، على محرم لمحرمها، وهو ما
يدري بنسب أو رضاع أو إصهار!!
فلا بد من ضبط هذه
الأمور، خصوصًا في هذا الزمان الذي كثر فيه التساهل والتلاعب.
فيجب على طلبة العلم
أن يتوقفوا عن الإفتاء في هذين البابين، وإن كان الإفتاء في جميع الشرع لا يجوز
لأحد أن يفتي بغير علم، ولكن في هذين البابين خاصة؛ لأنه يحصل فيهما اللبس
والتداخل والوهم، يحصل فيهما شيء كبير، فلا بد أن تُضبط القضايا، تُسَجَّل
وتُدَوَّن، أو تُدْخَل في الكمبيوتر؛ حتى ما يحصل تلاعب.
فأنا أنصح إخواني بألا يتدخلوا في هذه الأمور، يقول له: «طلاقك ما يقع».