ولا يتعين للمرأة
المُحِدة أن تلبس ثيابًا خاصة؛ كما يَفهم بعض العوام، أنها تلبس السواد أو تلبس
الأخضر! هذا لا أصل له، إنما تلبس ما ليس فيه زينة، تلبس من الثياب ما ليس فيه
زينة، هذا هو المقصود.
ولا تكتحل في
عينيها؛ لأن الكحل زينة، والاكتحال من الزينة، فتتجنب الكحل. وسيأتي في الحديث
الذي بعده ما إذا احتاجت إلى الكحل لا للزينة وإنما للدواء، هذا سيأتي في الحديث
الذي بعده.
وأنها لا تمس
الطِّيب بأنواعه؛ لا البخور ولا الزُّهور، ولا السائل من الأطياب، لا تتطيب لا في
بدنها ولا في ثيابها، ولا تتبخر بالطِّيب.
إلاَّ أنها إذا
اغتسلت من الحيض في أثناء العِدة، فإنها تأخذ شيئًا من الطِّيب، وتستعمله في
مَخْرَج الحيض؛ لأجل قَطْع رائحة الحيض، من القُسْط، وهو عُود يسمونه «العُود
الهندي»، ويُتداوى به، عود القُسُط معروف عند العطارين، و«عُود الأَلُوَّة»، وهو
عود البخور، نوعان من الطِّيب: عُود القُسْط، وعُود الأَلُوة، نوعان من أجود أنواع
البخور، وأجوده ما كان من الهند. فتتجنب الطِّيب.
وذِكر عُود القُسْط
إنما هو من باب التمثيل، وإلا فإنها تتجنب أنواع الطِّيب، إلاَّ إذا اغتسلت من
الحيض، معلوم أن الحيض له رائحة كريهة، فتقطعها بأن تستعمل شيئًا من الأظفار، وهو
نوع من الطِّيب، أو عُود القُسْط، تضعه في زرور، وتضعه في مخرج الحيض؛ لأجل أن
يقطع الرائحة فقط، ما هو من أجل التطيب وإنما هو من أجل قطع الرائحة فقط.
قولها: «نُبْذَةً مِنْ قُسْطٍ أَوْ أَظْفَارٍ»، النُّبذة يعني: شيء قليل.