فهذا فيه: المقارنة بين
الإسلام والجاهلية، حتى يَعرف المسلم نعمة الله، ويَعرف سماحة الإسلام ويُسْره: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ﴾ [الحج: 78].
ولكن ليس معنى هذا
أن الإنسان يترك الدين، ويقول: «الدين يسر» ويترك الصلاة، ويترك الواجبات، ويفعل
المحرمات، ويقول: «لا تُشدِّدوا؛ الدين يسر». تَرْك الواجبات وفِعل المحرمات، لا،
هذا ليس من الدين! «الدين يسر» بمعنى أن أحكامه ميسرة، ليس معنى الدين يسر أنه يُترك،
تُترك الأوامر والنواهي، ويقال: الدين يسر! هذا من المغالطة -والعياذ بالله-،
الدين يسر في أحكامه، وليس يسرًا في تركه والتخلص منه؛ كما يُطالِب بذلك أهل
الضلال وأصحاب الشهوات، الذين قال الله تعالى فيهم لما ذَكَر أحكام النكاح
والمحرمات في النكاح: ﴿يُرِيدُ ٱللَّهُ
لِيُبَيِّنَ لَكُمۡ وَيَهۡدِيَكُمۡ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَيَتُوبَ
عَلَيۡكُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ ٢٦ وَٱللَّهُ
يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيۡكُمۡ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَٰتِ
أَن تَمِيلُواْ مَيۡلًا عَظِيمٗا ٢٧ يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمۡۚ وَخُلِقَ ٱلۡإِنسَٰنُ ضَعِيفٗا﴾ [النساء: 26- 28].
فاليسر هو في التزام
الدين، والدين يسر - ولله الحمد، ليس فيه من حرج، الواجبات ليس فيه حرج، المحرمات
تركها ليس فيه حرج، بل هو الخير.
أما إنه يُفسَّر يسر الإسلام بالتحلل من أحكامه، وترك الأوامر وترك النواهي، فهذا من المحادة لله ولرسوله، وهذا من عمل أصحاب