الشهوات، الذين يريدون أن يميل المسلمون عن
دينهم، وليس الميل اليسير، بل الميل العظيم - والعياذ بالله -، ما يرضيهم الميل
اليسير، حتى يَخرج الناس من دينهم، يقولون: «الإسلام يسر، ما يلزمكم شيء، ولا
يمنعكم من شيء». هكذا يقولون، وهذا الذي ينادي به الكفار الآن، وينادي به عملاء
الكفار من المنتسبين إلى الإسلام، يريدون أن المسلمين يتركون دينهم بحجة أن الدين
يسر.
فالحاصل: أن النبي صلى الله
عليه وسلم لما سألته هذه المرأة أن زوج ابنتها تُوفي، وصارت في العِدة - عدة
الوفاة -، أصابها وجع في عينها، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم: هل
تكتحل من باب التداوي؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا»، وكَرَّر ذلك؛
يعني: لا تكتحل؛ لأن الاكتحال من الزينة، فلا تكتحل.
والعلاج ليس خاصًّا
بالكحل، هناك علاج للعين غير الكحل، فتعالج عينها بالمرهم، بالقطرات، بالأشياء
التي ليس فيها زينة، لم يكن علاج العين خاصًّا بالكحل، بل فيه من أنواع الذرورات،
وأنواع القطرات، وأنواع المراهم ما يكفي عن الكحل؛ لأن الكحل فيه جمال، التكحل في
العينين فيه جمال؛ ولذلك مَنَع منه النبي صلى الله عليه وسلم.
فدل على: أن المُحِدة لا تكتحل، ولكن جاء في بعض الروايات أنها إذا اضطرت إلى ذلك تكتحل بالليل وتغسله بالنهار. أما أن يبقى الكحل عليها في النهار فلا يجوز هذا؛ لأن هذا زينة.