فدل هذا الحديث على
مسألتين:
الأولى: فيه سؤال أهل
العلم.
الثانية: فيه أن الكحل من
الزينة، وأن المحدة لا تكتحل.
ثم إن النبي صلى
الله عليه وسلم قارن بين العِدة في الجاهلية والعِدة في الإسلام.
كانت المُحِدة في
الجاهلية تدخل في بيت من أضيق البيوت، في حِفْش - والحِفْش: هو البيت الضيق
الخشن - هذه عادتهم في الجاهلية، وكانت لا تتنظف، ولا تعمل أي شيء، تصيبها الأوساخ
والأدران والعرق، ولا تتنظف، هذا من التشديد الذي ليس من الدين، وإنما هو من
تشديدات الناس وعوائد الناس. حتى تتم سنة.
أولاً: أنها تكون في بيت
ضيق، والإسلام لا يقر هذا، ما تكون المُحِدة في بيت ضيق، تكون المُحِدة في بيت
مناسب، تكون في بيت مناسب؛ في فيلا، أو في شقة، وفي أثاث طيب، في بيت مناسب.
ما تكون في حِفش ضيق
وأثاث رث، هذا ليس من الدين. هذا من ناحية المسكن، فالإسلام وَسَّع لها عما كان في
الجاهلية.
ثانيًا: من ناحية المدة،
الإسلام جعل عدة الوفاة أربعة أشهر وعَشَرة أيام. بينما في الأول كانت العِدة سنة،
اثني عَشَر شهرًا، مدة طويلة.
ثالثًا: عند الخروج، الإسلام إذا تمت العدة تخرج تلقائيًّا من دون أن تعمل أي شيء في الجاهلية، لا، عندهم ترتيبات للخروج، يأتون لها بدابة إما بحمار، وإما شاة، وإما طائر، فتدعك به جسمها؛ لتزيل ما فيها من الأوساخ المتراكمة، «فَتَفْتَضَّ بِهِ»؛ يعني: تُدَلِّك به جسمها،