فيقول: «عَذَابُ
الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الآخِرَةِ»، اعترِفْ بالخطأ، ويقام عليك
الحد في الدنيا؛ أهون.
«فَقَالَ: لاَ،
وَاَلَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا كَذَبْتُ عَلَيْهَا»، هو متأكد، هو
متأكد من الوضع؛ ولذلك حلف عليه.
«ثُمَّ دَعَاهَا
فَوَعَظَهَا وَأَخْبَرَهَا أَنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ
الآخِرَةِ»؛ لأن كونها تعترف بالجريمة ويقام عليها الحد في الدنيا من الرجم - أهون
عليها من عذاب الآخرة في النار - والعياذ بالله؛ لأن عذاب الزناة في النار أشد من
عذاب غيرهم، يُجعلون في تَنُّور من نار - والعياذ بالله -، يهبط بهم اللهب ويرتفع،
ويصيحون من شدة ما يَلْقَوْن من العذاب. فكونها يقام عليها الرجم في الدنيا أهون
من أن تكون مع الزناة يوم القيامة، يطهرها الله بالحد.
«فَقَالَتْ: لاَ،
وَاَلَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إنَّهُ لَكَاذِبٌ»، هي أيضًا عندنا أنها
متأكدة أنها ما حصل منها شيء، ولكن لابد أن أحدهما كاذب؛ لأن الرسول صلى الله عليه
وسلم لما انتهى قال: «إنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ»،
ما يمكن أن يَصْدُقا جميعًا، لابد أن أحدهما كاذب، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم
ما له إلاَّ أن يقيم الحكم الشرعي، ويكل باطن الأمر إلى الله سبحانه وتعالى،
فنحن نعمل بالظواهر.
«فَبَدَأَ بِالرَّجُلِ، فَشَهِدَ: ﴿أَرۡبَعُ شَهَٰدَٰتِۢ بِٱللَّهِ إِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ ٦ وَٱلۡخَٰمِسَةُ أَنَّ لَعۡنَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ إِن كَانَ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ﴾»، [النور: 6- 7]. واللعن: هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله - والعياذ بالله -، دعا على نفسه باللعنة إن كان من الكاذبين.