×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

هذا فيه دليل: على أنه يُبدأ بالرجل في اللعان، يُبدأ بالرجل ثم بعده المرأة.

«ثُمَّ ثَنَّى بِالْمَرْأَةِ، فَشَهِدَتْ ﴿وَيَدۡرَؤُاْ عَنۡهَا ٱلۡعَذَابَ أَن تَشۡهَدَ أَرۡبَعَ شَهَٰدَٰتِۢ بِٱللَّهِ إِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ ٨  وَٱلۡخَٰمِسَةَ أَنَّ غَضَبَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَآ إِن كَانَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ» [النور: 8- 9]. وفي قراءة: «أَنْ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهَا»([1]).

والغضب - والعياذ بالله - أشد من اللعن، غَضَب الله أشد من لعنة الله.

ولماذا كان الغضب على المرأة، وهو أشد؟

الجواب: لأن جريمتها أشنع، إن كانت كاذبة فجريمتها أشنع؛ لأنها ستُدخل أولادًا من غير الزوج، ويكونون محارم وهم أجانب، ويرثون وهم غير وارثين!! فيترتب على كذبها مفاسد كبيرة - والعياذ بالله -؛ لذلك صار دعاؤها بالغضب أشد من اللعن؛ لأن كذبها في هذا أشد من كذب الزوج.

«ثُمَّ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا»، فَرَّق بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فهذا فيه دليل: على الأحكام المترتبة على اللعان، وهو التفريق بينهما، فلا يجتمعان أبدًا، ولا يتزوجها بعد ذلك.

«ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ؟» ثَلاَثًا» هذا فيه دليل: على أن الرسول صلى الله عليه وسلم يَحكم على الظاهر، لا يحكم على ما في القلوب، فهذا يَحكم به عَلاَّم الغيوب سبحانه وتعالى، فنحن علينا


الشرح

([1])  انظر: السبعة في القراءات (ص453).