هذا فيه دليل: على أنه يُبدأ
بالرجل في اللعان، يُبدأ بالرجل ثم بعده المرأة.
«ثُمَّ ثَنَّى
بِالْمَرْأَةِ، فَشَهِدَتْ ﴿وَيَدۡرَؤُاْ
عَنۡهَا ٱلۡعَذَابَ أَن تَشۡهَدَ أَرۡبَعَ شَهَٰدَٰتِۢ بِٱللَّهِ إِنَّهُۥ لَمِنَ
ٱلۡكَٰذِبِينَ ٨ وَٱلۡخَٰمِسَةَ أَنَّ غَضَبَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَآ إِن كَانَ مِنَ
ٱلصَّٰدِقِينَ﴾» [النور: 8- 9]. وفي قراءة: «أَنْ
غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهَا»([1]).
والغضب - والعياذ
بالله - أشد من اللعن، غَضَب الله أشد من لعنة الله.
ولماذا كان الغضب
على المرأة، وهو أشد؟
الجواب: لأن جريمتها أشنع،
إن كانت كاذبة فجريمتها أشنع؛ لأنها ستُدخل أولادًا من غير الزوج، ويكونون محارم
وهم أجانب، ويرثون وهم غير وارثين!! فيترتب على كذبها مفاسد كبيرة - والعياذ بالله
-؛ لذلك صار دعاؤها بالغضب أشد من اللعن؛ لأن كذبها في هذا أشد من كذب الزوج.
«ثُمَّ فَرَّقَ
بَيْنَهُمَا»، فَرَّق بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهذا فيه دليل: على الأحكام
المترتبة على اللعان، وهو التفريق بينهما، فلا يجتمعان أبدًا، ولا يتزوجها بعد
ذلك.
«ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنَّ أَحَدَكُمَا كَاذِبٌ، فَهَلْ مِنْكُمَا تَائِبٌ؟» ثَلاَثًا» هذا فيه دليل: على أن الرسول صلى الله عليه وسلم يَحكم على الظاهر، لا يحكم على ما في القلوب، فهذا يَحكم به عَلاَّم الغيوب سبحانه وتعالى، فنحن علينا
([1]) انظر: السبعة في القراءات (ص453).