×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: اخْتَصَمَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ فِي غُلاَمٍ:

فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا ابْنُ أَخِي عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَهِدَ إلَيَّ أَنَّهُ ابْنُهُ! اُنْظُرْ إلَى شَبَهِهِ!!

وَقَالَ عَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ: هَذَا أَخِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، وُلِدَ عَلَى فِرَاشِ أَبِي مِنْ وَلِيدَتِهِ!!

فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَى شَبَهِهِ، فَرَأَى شَبَهًا بَيِّنًا بِعُتْبَةَ، فَقَالَ: «هُوَ لَكَ يَا عَبْدُ بْنَ زَمْعَةَ، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ، وَاحْتَجِبِي مِنْهُ يَا سَوْدَةُ» فَلَمْ يَرَ سَوْدَةَ قَطُّ([1]).

*****

  هذا الحديث وما بعده في بيان ما يُلْحَق به النسب، إذا كان هناك شخص مجهول النسب، واختَلف فيه المُدَّعُون، وكلٌّ يدعي أنه تبع له.

فالنبي صلى الله عليه وسلم وضع قاعدتين في هذا:

الأولى: الولد أول ما يُلْحَق بالفراش، يُلْحَق بالزوج، زوج المرأة التي ولدت هذا المولود وهي في عصمته.

الثانية: إذا لم يكن هناك فراش، فإنه يُنظر إلى الشَّبَه، فمَن ظَهَر شبهه بأحد المدعين، يُلْحَق به. والذين يَعرفون الشَّبَه هم القافة، الذين يقصون الأثر ويَعرفون أشباه الناس، يُسَمَّوْن بالقافة.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2218)، ومسلم رقم (1457).