عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: إنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَيَّ مَسْرُورًا، تَبْرُقُ
أَسَارِيرُ وَجْهِهِ، فَقَالَ: «أَلَمْ تَرَيْ أَنَّ مُجَزِّزًا نَظَرَ آنِفًا إلَى
زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَقَالَ: إنَّ بَعْضَ هَذِهِ
الأَقْدَامِ لَمِنْ بَعْضٍ»([1]).
وَفِي لَفْظٍ: «كَانَ مُجَزِّزٌ قَائِفًا»([2])
*****
أن تحتجب منه، من باب الاحتياط، فلم يرها هذا
الغلام.
فهذا أصل في قاعدة
الاحتياط وتجنب المشتبه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «دَعْ مَا
يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ»([3]).
زيد بن حارثة رضي
الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعتقه صلى الله عليه وسلم،
وكان يحبه حبًّا شديدًا.
تزوج من أم أيمن
الحبشية مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي ورثها من أبيه عبد الله بن عبد
المطلب، أم أيمن الحبشية تزوجها زيد بن حارثة، فولدت له أسامة بن زيد.
وكان زيد أبيض شديد
البياض، وكان أسامة أسود، فتكلم الناس، والناس عندهم نزعة التشكيك، لاسيما أهل
النفاق، تكلم الناس وشككوا في نسب أسامة رضي الله عنه إلى أبيه؛ نظرًا لاختلاف
اللون.
فغاظ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأهمه، مع أنه يعلم أن أسامة ابن لزيد، لكن كلام الناس والشائعات!! فجاء الله بالفرج.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6770)، ومسلم رقم (1459).