فهو من باب الوعيد
الشديد على أنه لا يجوز للإنسان أن يتبرأ من نسبه، وينتسب إلى غير أبيه وإلى غير
قبيلته؛ لأن هذا:
أولاً: يَلزم عليه محاذير،
يلزم عليه المَحْرَمية، فيكون النساء لا تحتجب، نساء الذين التحق بهم لا يحتجبن
عنه، وهو ليس منهم. وأيضًا: الإرث؛ يصير الإرث إلى غير مستحقه. يلزم عليه محاذير؛
ولذلك سماه النبي صلى الله عليه وسلم كفرًا.
والأَوْلى أن يساق
الحديث ولا يُفسَّر؛ لأن هذا أبلغ في الوعيد. أما إذا فَسَّرته وقلت: «هذا كفر
أصغر»، أو «إن المراد كفر النعمة». فهذا يتساهل فيه الناس.
فالأَوْلى أن تورده
كما جاء ولا تفسره عند الناس. أما تفسيره عند العلماء وعند طلبة العلم، فليس فيه
بأس. أما أمام الناس، تقول لهم كذا، هذا كفر أصغر، وهذا كفر نعمة. فهم يتساهلون في
هذا. فيُمَر الحديث كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم.
فهذا فيه: تحريم الانتساب إلى
غير نسبه الصحيح وهو يَعْلَم.
أما إذا كان يَجهل، فإنه لا حرج عليه
في ذلك؛ لأنه لم يتعمد، إذا كان يجهل نسبه فإنه لا حرج.
أما إذا كان يَعْلَم
نسبه وتبرأ منه، وادعى غيره، فهذا هو الذي عليه الوعيد.
ويقع كثير من الناس اليوم في هذا بسبب الطمع في الدنيا!! يروح لأي دولة، ويضعون له والدًا غير أبيه؛ من أجل أن يحصل على وظيفة،