×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

 وهو كذاب. لا يجوز أن يدعي أموال الناس بغير حق، وهو يَعْلَم أنها ليست له.

أو ادعى أنه طبيب - مثلاً -، ويعالج، وهو غير طبيب ولا يُحْسِن الطب؛ من أجل أن يستنزف أموال الناس، هذا لا يجوز؛ «وَمَنِ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ»، لا بد أن يكون طبيبًا مُعتَرفًا به، ومعه شهادات طبية صحيحة، ليست مزورة، لابد من هذا.

أو ادعى - أشد من هذا - أنه عالم، وصار يفتي ويُحَرِّم ويُحلِّل، هذا أشد - أيضًا - يدعي العلم وهو ليس بعالم، ويقول على الله بغير علم. وهذا أشد - والعياذ بالله - هذا ادعى ما ليس له.

فكل مَن ادعى شيئًا ليس له، فإنه مُعَرَّض لهذا الوعيد، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ»([1]).

لا يدعي الإنسان شيئًا ليس له؛ لا من نسب، ولا من حقوق الناس، ولا من حرفة أو مهنة كالطب مثلاً؛ لأنه يُفسد، أو يدعي أنه عالم وهو ليس بعالم!! كل هذا لا يجوز، وعليه وعيد شديد: «وَمَنِ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ».

ولهذا يقولون: يُفسِد الدنيا أربعة: نصف طبيب، ونصف نَحْوي، ونصف متكلم، ونصف فقيه!!

نصف الطبيب يُفسد الأبدان. ونصف الفقيه يُفسد البُلدان بفتاواه، ونصف المتكلم يفسد الأديان والعقائد، ونصف النَّحْوي يُفسِد اللسان،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2129).