إِن جَآءَكُمۡ فَاسِقُۢ
بِنَبَإٖ فَتَبَيَّنُوٓاْ أَن تُصِيبُواْ قَوۡمَۢا بِجَهَٰلَةٖ فَتُصۡبِحُواْ
عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَٰدِمِينَ﴾ [الحجرات: 6]، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ
فَتَبَيَّنُواْ﴾، يعني: تثبتوا: ﴿وَلَا تَقُولُواْ لِمَنۡ
أَلۡقَىٰٓ إِلَيۡكُمُ ٱلسَّلَٰمَ لَسۡتَ مُؤۡمِنٗا تَبۡتَغُونَ عَرَضَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فَعِندَ ٱللَّهِ
مَغَانِمُ كَثِيرَةٞۚ﴾ [النساء: 94].
فيجب التثبت في
الأمور، والإنسان يُمسك لسانه، ونحن في عصر شاع فيه اللغط الكثير والتكفير
والتفسيق والتبديع، وآل الأمر إلى استباحة الدماء، وتفجير المباني والأسواق؛
بِناءً على هذا المذهب الخبيث.
فالأمر خطير جدًّا،
والواجب انضباط المسلم، وألا يُطْلِق لسانه بهذه الألفاظ على الناس.
ومَرَدّ الحكم بالردة: ليس للأفراد،
مَرَدُّه للوُلاة، مَرَدّه للقضاة، هم الذين يَحكمون بهذه الأمور، ويطبقون الحكم
على من يستحقه. أما يأتي واحد ويَحكم على الناس بالكفر، فهذا أمر خطير.
وهذا إذا كان مَن
صدر عليه الكلام لا يستحقه، رجع إلى قائله، فباء به - والعياذ بالله -، باء بهذا
الكلام، لا يذهب هَدَرًا، الكلام لا يروح، بل الكلام يُحْفَظ ويُدَوَّن: فإن كان
الذي صَدَر في حقه يستحقه فهذا حقه، وإن لم يكن كذلك فإنه يرجع إلى قائله ويُسأل
عنه يوم القيامة.
فالأمر خطير، وعلى الإنسان أن يحفظ لسانه من هذه الأمور، وهو في عافية - والحمد لله -.