عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ:
خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْنِي: مِنْ مَكَّةَ: فَتَبِعَتْهُمُ
ابْنَةُ حَمْزَةَ، تُنَادِي: يَا عَمُّ يَا عَمُّ!! فَتَنَاوَلَهَا عَلِيٌّ
فَأَخَذَ بِيَدِهَا، وَقَالَ لِفَاطِمَةَ: دُونَكِ ابْنَةَ عَمِّكِ.
فَاحْتَمَلْتُهَا.
فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ وَجَعْفَرٌ وَزَيْدٌ،
فَقَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أَحَقُّ بِهَا، وَهِيَ ابْنَةُ عَمِّي. وَقَالَ جَعْفَرٌ:
ابْنَةُ عَمِّي، وَخَالَتُهَا تَحْتِي. وَقَالَ زَيْدٌ: ابْنَةُ أَخِي.
فَقَضَى بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
لِخَالَتِهَا، وَقَالَ: «الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الأُمِّ». وَقَالَ لِعَلِيٍّ:
«أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ». وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: «أَشْبَهْتَ خَلْقِي
وَخُلُقِي» وَقَالَ لِزَيْدٍ: «أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلاَنَا»([1]).
*****
هذا الحديث في الحضانة.
والحضانة: هي تربية الصغير
وحفظه عما يضره في دينه أو في بدنه أو في أخلاقه. فهي حق للمحضون لئلا يضيع.
وهذا من محاسن
الإسلام، أنه يعتني بالأطفال وحضانتهم!! فما يفعله الكفار الآن من إقامة دور
الحضانة ودور الرعاية؛ هذا سبقهم إليه الإسلام، ونَظَّمه أحسن تنظيم.
فهذا من محاسن
الإسلام - ولله الحمد - أنه يعتني بالمسلمين من سن الصغر، ويحفظهم ويربيهم.
فالحضانة حق للمحضون على أقاربه، ويُقَدَّم فيها الأم، ثم أمهاتها، ثم قريباتها، ثم الأب، ثم قريباته من النساء، النساء من جهة الأب.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2699).