فهي يُراعَى فيها أن
تكون في جانب النساء؛ لأن النساء أشفق على الطفل الصغير، وألطف به من الرجل، وأعرف
بمصالحه، وأصبر على تنظيفه وتعاهده، وتنظيف ثيابه والعناية به. فالنساء أخص في هذا
الجانب؛ ولذلك رُوعي فيها تقديم النساء على الرجال.
ولكن للأسف!! اليوم النساء
انشغلن بالأعمال والوظائف والدراسات وتركن أطفالهن، حتى أولادها تتركهم مع المربية
أو مع الخادمة، أو يُطْرَح في دور الحضانة، وأمه موجودة، ولكنها مشغولة، فهي تركت
عملها الصحيح، وذهبت وراء الدنيا وطمع الدنيا.
فهذا من الإهمال
الذي سرى إلى المسلمين من عادات الغرب، وهذا نقص عظيم في تربية الأولاد!! أن يتولى
تربيتهم أجنبيات أو دور حضانة، والأم ليس لها هَم إلاَّ الخروج من البيت للأعمال
والوظائف والدراسة والأسفار!! فهذا من النقص الذي سرى في المسلمين من الكفار.
فيجب التنبه لهذا الأمر العظيم، وهذا المرفق الهام، ويجب على النساء أن يتقين الله، وأن يراعين أولادهن، ولا يكلنهم إلى غيرهن ممن قد ينحرف بأخلاقهم بل وبدينهم!! فكم حصل بسبب ذلك من قضايا شنيعة! وُجِد أطفال يتربَّون على النصرانية؛ لأن المربيات نصرانيات، أو يتربَّون على البوذية أو على أديان الكفر؛ لأن هذه المربية تربيه على دينها! فهذا خطر عظيم، وإن لم يحصل هذا الخلل في الدين، فيحصل في الأخلاق، قد يتربى على عدم النزاهة في عرضه؛ لأنه ليس عنده مَن يشفق عليه ويحفظه، فهذا أمر خطير يجب التنبه له!!