حتى الإرضاع، الأم
الآن ما ترضع، وإنما يُرضَع من لبن الحيوانات، الأطفال الآن يُرضَعون من لبن
الحيوانات، فتتربى أجسامهم على طبائع الحيوانات!!
والرضاعة هذه من حق
الطفل على أمه: ﴿وَٱلۡوَٰلِدَٰتُ يُرۡضِعۡنَ
أَوۡلَٰدَهُنَّ حَوۡلَيۡنِ كَامِلَيۡنِۖ﴾ [البقرة: 233].
وإذا كانت الأم
معذورة، ليس فيها لبن أو مريضة، فوالده يلتمس له مرضعة من النساء، ويلتمس المرضعة
الصالحة، فلا يرضعه من مريضة أو مَن فيها أمراض مُعْدية، أو من حمقى؛ لأن أخلاقها
تسري إليه: ﴿وَإِنۡ أَرَدتُّمۡ أَن تَسۡتَرۡضِعُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُمۡ فَلَا جُنَاحَ
عَلَيۡكُمۡ إِذَا سَلَّمۡتُم مَّآ ءَاتَيۡتُم بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ
وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ﴾ [البقرة: 233]، لكن يَلتمس مرضعة
صالحة، ليست أي مرضعة، فكيف إذا تَرَك النساءَ نهائيًّا، وأرضعه من لبن
الحيوانات؟!
والأطباء اليوم
ينادون بأعلى أصواتهم بأن لبن النساء أنفع للأطفال، ولا سيما لبن الأمهات، لبن
الأمهات أنفع للأطفال من لبن الحيوانات أو الأجنبيات. فهذا أمر يجب التنبه له.
النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لما خرج من مكة عام عمرة القضية، لما انتهى من عمرة القضاء بعد عام الحديبية، خرج هو وأصحابه من مكة يقصدون المدينة، فلَحِقت بهم ابنة حمزة، وكانت صغيرة، ابنة حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه تقول: «يَا عَمُّ، يَا عَمُّ»، تنادي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه عمها من الرضاع - كما سبق -، رَضَع هو وعمه حمزة من ثُوَيْبَة مولاة