فقال لعلي رضي الله عنه:
«أَنْتَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْكَ»، بمعنى أنك أقرب الناس إليَّ. لأنه ابن
عمه، ولأنه زوج ابنته فاطمة، فهو من أوثق الناس بالرسول صلى الله عليه وسلم وأقربهم
إليه.
وفي واقعة أخرى قال
له: «أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوَسى، إلاَّ أَنَّهُ لاَ
نَبِيَّ بَعْدِي»([1])، فهذا فيه فضل علي
بن أبي طالب رضي الله عنه وقرابته من الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقال لجعفر بن أبي
طالب أخي عليِّ: «أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي»، قال لجعفر: «أَشْبَهَتْ
خَلْقِي وَخُلُقِي»، خَلْق الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه أشبه ما يكون
بالرسول صلى الله عليه وسلم في خَلقه، وفي خُلقه صلى الله عليه وسلم،
فكان جعفر يشبه خُلُق الرسول صلى الله عليه وسلم، والله جل وعلا
يقول في الرسول: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ﴾ [القلم: 4]، فجعفر يشبه خلق
الرسول صلى الله عليه وسلم، وكفى بهذا فخرًا وشرفًا لجعفر رضي الله عنه !!
وقال لزيد بن حارثة، زيد بن حارثة أصله
من بني كلب، يقال له: «زيد بن حارثة الكَلْبي»، ولكن اغتصبه الكفار من أهله،
واستَرَقُّوه في الجاهلية، أخذوه، واستَرَقُّوه في الجاهلية على عادتهم، وآل إلى
الرسول صلى الله عليه وسلم، فأعتقه الرسول صلى الله عليه وسلم.
قبل أن يعتقه جاء قوم وقالوا: يا رسول الله، هذا منا، وهذا جرى عليه كذا وكذا!! يريدون أن يذهبوا به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «دَعُوهُ»، فخَيَّره بين أن يذهب مع قومه، وأن يبقى مولى للرسول صلى الله عليه وسلم مملوكًا،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2404).