عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ
خُزَاعَةَ قَتَلُوا رَجُلاً. وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ: حَدَّثَنَا
حَرْبٌ عَنْ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ:
أَنَّهُ عَامَ فَتْحِ مَكَّةَ قَتَلَتْ خُزَاعَةُ رَجُلاً مِنْ بَنِي لَيْثٍ؛
بِقَتِيلٍ لَهُمْ فِي الجاهِلِيَّةِ.
فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:
«إِنَّ اللهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ رَسُولَهُ
وَالْمُؤْمِنِينَ، ألاَّ وَإِنَّهَا لَمْ تَحِلَّ لأَِحَدٍ قَبْلِي، وَلاَ تَحِلُّ
لأَِحَدٍ بَعْدِي، ألاَّ وَإِنَّمَا أُحِلَّتْ لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، ألاَّ
وَإِنَّهَا سَاعَتِي هَذِهِ، حَرَامٌ، لاَ يُخْتَلَى شَوْكُهَا، وَلاَ يُعْضَدُ
شَجَرُهَا، وَلاَ يَلْتَقِطُ سَاقِطَتَهَا إلاَّ مُنْشِدٌ. وَمَنْ قُتِلَ لَهُ
قَتِيلٌ فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْن: إِمَّا يُودَى، وَإِمَّا يُقَادُ».
فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، يُقَالُ لَهُ:
أَبُو شَاهٍ، فَقَالَ: اكْتُبْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم: «اكْتُبُوا لأَِبِي شَاهٍ».
ثُمَّ قَامَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ،
إلاَّ الإِذْخِرَ؛ فَإِنَّمَا نَجْعَلُهُ فِي بُيُوتِنَا وَقُبُورِنَا. فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِلاَّ الإِذْخِرَ»([1]).
*****
لما فَتَح النبي صلى الله عليه وسلم مكة، في السنة الثامنة من الهجرة في رمضان، قَتلت خُزَاعَة - قبيلة معروفة - قَتلت رجلاً من بني الليث بقتيل لهم في الجاهلية.