ولا شك أن الاعتداء
على النفوس المعصومة كبيرة من كبائر الذنوب، قال تعالى: ﴿وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ
عَذَابًا عَظِيمٗا﴾ [النساء: 93]، هذا في قتل المؤمن.
وفي قتل المُعاهَد
قال الله جل وعلا: ﴿وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي
حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّۗ﴾ [الإسراء: 33]، النفس التي حَرَّم
الله تشمل نفس المؤمن ونفس المُعاهَد؛ لأن المُعاهَد حَرَّم الله قتله، بدليل ما
رواه البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا، لَمْ
يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ
عَامًا»([1])، المُعَاهَد كافر،
لكن العهد صان دمه وحَرَّمه، فصار الذي يقتله لا يجد ريح الجنة، هذا وعيد شديد -
والعياذ بالله -. فالنفس التي حَرَّم الله تشمل المؤمن وتشمل الكافر المُعاهَد.
وفي الآية ما توعده الله به: ﴿فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ﴾ [النساء: 93]، هذه واحدة، ﴿خَٰلِدٗا فِيهَا﴾ [النساء: 93]، هذا وعيد شديد: ﴿وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمٗا﴾ [النساء: 93]، أنواع من الوعيد، توعد الله بها مَن قَتَل مؤمنًا متعمدًا، قال جل وعلا: ﴿مِنۡ أَجۡلِ ذَٰلِكَ كَتَبۡنَا عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفۡسَۢا بِغَيۡرِ نَفۡسٍ أَوۡ فَسَادٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾ [المائدة: 32]؛ يعني: إما تُقتل قصاصًا، أو من أجل منع الإفساد في الأرض، ﴿فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعٗا وَمَنۡ أَحۡيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحۡيَا ٱلنَّاسَ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3166).