×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

 جَمِيعٗاۚ [المائدة: 32]؛ فالاعتداء على النفوس البريئة المحترمة المعصومة جريمة عظيمة.

بل إن بعض الصحابة يرى أنه لا توبة له؛ كابن عباس رضي الله عنهما، يرى أن القاتل عمدًا لا تُقبل منه التوبة، ولا بد من تعذيبه في النار، لقوله تعالى: ﴿وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمٗا[النساء: 93].

أما الجمهور فيرون أنه إذا تاب، تاب الله عليه؛ لقوله تعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٞ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا ثُمَّ ٱهۡتَدَىٰ [طه: 82]، ولقوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ يَلۡقَ أَثَامٗا ٦٨ يُضَٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَيَخۡلُدۡ فِيهِۦ مُهَانًا ٦٩ إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلٗا صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّ‍َٔاتِهِمۡ حَسَنَٰتٖۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا[الفرقان: 68- 70]، فهنا استثنى الله مَن تاب من هؤلاء الثلاثة: المشرك، والزاني، والقاتل. فدل على: أن القاتل إذا تاب تاب الله عليه، كان المشرك إذا تاب، تاب الله عليه، فكيف بالزاني إذا تاب؟ يتوب الله عليه.

ولكن معنى الآية التي استدل بها ابن عباس رضي الله عنهما: أن هذا عذابه لو لم يتب. وأما إذا تاب، تاب الله عليه.

وابن عباس كالجمهور يرى أن القاتل لا يَكفر، لكن الجمهور يقولون: إذا تاب لا يُعَذَّب. وابن عباس يقول: يُعَذَّب ولو تاب، لكنه لا يُخَلَّد في النار أبدًا، إنما يُخَلَّد تخليدًا مؤقتًا، ﴿خَٰلِدٗا فِيهَا [النساء: 93]؛


الشرح