عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ:
أَتَى رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي
الْمَسْجِدِ؛ فَنَادَاهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي زَنَيْتُ!! فَأَعْرَضَ
عَنْهُ، فَتَنَحَّى تِلْقَاءَ وَجْهِهِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي
زَنَيْتُ!! فَأَعْرَضَ عَنْهُ، حَتَّى ثَنَّى ذَلِكَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ.
فَلَمَّا شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ،
دَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَبِكَ جُنُونٌ؟» قَالَ: لاَ.
قَالَ: «فَهَلْ أُحْصِنْتَ؟» قَالَ: نَعَمْ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اذْهَبُوا
بِهِ فَارْجُمُوهُ».
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ؛ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: كُنْت
فِيمَنْ رَجَمَهُ، فَرَجَمْنَاهُ بِالْمُصَلَّى، فَلَمَّا أَذْلَقَتْهُ
الْحِجَارَةُ هَرَبَ، فَأَدْرَكْنَاهُ بِالْحَرَّةِ فَرَجَمْنَاهُ([1]).
الرَّجُلُ هُوَ مَاعِزُ بْنُ مَالِكٍ.
ورَوَى قِصَّتَهُ جَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ، وعَبْدُ اللهِ
بْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ وَبُرَيْدَةُ بْنُ الحُصَيْبِ
الأَسْلَمِيُّ.
*****
الأول. فلا شك أن
هذا فيه حكمة، تغيير المالك فيه حكمة. هذا شيء مما يدل عليه هذا الحديث.
هذا الحديث في قصة ماعز بن مالك الأسلمي رضي الله عنه، أنه زنى، ثم إنه خاف من الله عز وجل وتاب إلى الله، وضاقت عليه الأرض بما رَحُبت من الندم والخوف من الله عز وجل.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5271)، ومسلم رقم (1691).