×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

فهذه القصة فيها أن اليهود الذين كانوا يقيمون في المدينة، وعاهدهم النبي صلى الله عليه وسلم على أن يَبْقَوْا على أموالهم وعلى بيوتهم وعلى مزارعهم، ويَكُفوا شرهم عن المسلمين، وإذا غُزِيت المدينة فإنهم يدافعون عنها مع المسلمين، هذا هو العهد الذي أبرمه معهم صلى الله عليه وسلم؛ زنا منهم رجل وامرأة، وكان عندهم الرجم، فكأنهم استثقلوه، وقالوا: نذهب إلى محمد؛ لأن الله أعطاه الدين السمح، ورَفَع عنه الآصار والأغلال، فلعله أن يُفتي بعدم الرجم، ويكون ذلك حُجة لنا عند الله - تعالى - يوم القيامة!!

فهذا ملحظ، أن الناس يبحثون عن الأسهل دائمًا وأبدًا، ويَنفرون من الأحكام الشرعية إذا كانت لا توافق رغباتهم، يبحثون عن الفتاوى ويبحثون عن الأقوال؛ ليجدوا مخرجًا.

فهذا من فعل اليهود، وهو الذي يفعله بعض المسلمين، مِن تلمس الرُّخَص، هو من فعل اليهود.

النبي صلى الله عليه وسلم سد عليهم الطريق وأفحمهم، فقال لهم: «مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ؟»، يريد أن يقيم عليهم الحُجة، فقالوا: نفضحهم، ويُجْلَدون، ويطاف بهم في البلد.

وهذا كَذِبٌ منهم، هذا كَذِبٌ وافتراء منهم كعادتهم.

وكان عبد الله بن سَلاَم رضي الله عنه من أحبارهم، كان يهوديًّا من الأحبار من علمائهم، فقال لهم: كذبتم، إن آية الرجم في التوراة!!


الشرح