فطلبها النبي صلى الله عليه
وسلم لأجل إقامة الحُجة عليهم وبيان احتيالهم على أحكام الله عز وجل من أجل
فضيحتهم.
فأحضروها، فلجئوا
إلى حيلة ثانية، فوضع أحدهم - وهو عبد الله ابن صوريا - يده على آية الرجم، وقرأ
ما قبلها وما بعدها، فقال عبد الله بن سَلاَم رضي الله عنه: «ارْفَعْ يَدَكَ!
فَرَفَعَ يَدَهُ، فَإِذَا فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ».
عند ذلك أَمَر النبي
صلى الله عليه وسلم بهما، فرُجِما.
فهذا الحديث فيه
فوائد عظيمة:
الأولى: إقامة الحد على أهل
الكتاب؛ لأنهم يعتقدون ذلك في كتابهم.
الثانية: أننا نَحكم بينهم
إذا ترافعوا إلينا، قال تعالى: ﴿وَأَنِ ٱحۡكُم بَيۡنَهُم
بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡ وَٱحۡذَرۡهُمۡ أَن
يَفۡتِنُوكَ عَنۢ بَعۡضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيۡكَۖ﴾ [المائدة: 49]، أَمَره الله أن
يَحكم بينهم بما أنزل الله، ولا يَنظر إلى تعسفاتهم وتحايلاتهم على أحكام الله.
الثالثة: في الحديث ما كان
عليه اليهود من الاحتيال وتحريف كتبهم. فهذه واقعة تدل على أن هذا ديدنهم مع كتاب
الله، والله ذَكَر أنهم يحرفون الكَلِم عن مواضعه، ذَكَر هذا في مواضع من القرآن؛
أنهم يحرفون، وأنهم يُبَدِّلون قولاً غير الذي قيل لهم.
فالنبي صلى الله
عليه وسلم أراد بهذا أن يفضحهم.
الرابعة: وفيه فضل عبد الله بن سَلاَم رضي الله عنه؛ حيث إنه صَدَع بالحق على هؤلاء، وأن العالِم يجب عليه أن يقول الحق، ولا يحابي جماعته أو أقرباءه، بل يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم.