×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

وقوله: «فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَجْنَأُ عَلَى المَرْأَةِ يَقِيهَا الحِجَارَةَ»، معناه: أن الرجل كان يُلْقِي نفسه على المرأة ليقيها من الحجارة شفقةً عليها. وذِكر هذا من باب التأكيد، وإلا ما يترتب عليه حكم، لكن ذَكَره الراوي من باب التأكيد في الرواية ووصف الواقعة.

والرجم ثابت في كتاب الله عز وجل، في آيةٍ نُسِخ لفظها وبَقِي حكمها، وهي قوله تعالى: «الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ»؛ يعني: الثيب «إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا البَتَّةَ نَكَالاً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ»، نُسِخ لفظها وبَقِي حكمها.

ورَجَم النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما في هذا الحديث. ورَجَم الصحابة من بعده والخلفاء الراشدون.

فالرجم ثابت بالإجماع، ومتواتر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأجمعت عليه الأمة.

ولم يُنْكِره إلاَّ الخوارج، والخوارج ليس هذا بغريب عليهم، فهو من طوامهم وفضائحهم؛ أنهم يُنْكِرون من الأحكام الشرعية ما لم يَدخل عقولهم أو يتماشى مع أفكارهم؛ لأنهم لا يأخذون العلم من مصادره، وإنما يأخذون العلم عن بعضهم من بعض، وهم جهال، وأيضًا: يعتمدون على عقولهم، ولا تزال هذه الآفة فيهم إلى الآن.

الخوارج يعتمدون على الجهل وعلى المغالطات؛ لأنهم لم يأخذوا العلم عن مصادره وأصوله؛ لمِا فيهم من الأَنَفة والإعجاب بأنفسهم وتحقير العلماء، وأن العلماء لا يفهمون وأنهم ليس عندهم غيرة في


الشرح