الحدود رحمة، وفيها
أمن واستقرار، وفيها حزم، وفيها ضبط للأمن، فيها حِكَم عظيمة!
عَكْس ما يقوله
الكفار، ويجاوبهم أو يتجاوب معهم الجهال من أبناء المسلمين أو من الزائغين،
فيقولون: الحدود وحشية، الحدود في الإسلام قاسية! ويسمون قطع الأطراف أو قتل الأنفس
هذه وحشية! ولا يرون أن الجرائم وحشية، يَنْسَون الجرائم، ويقولون: الحدود وحشية.
لكن الجرائم ما هي وحشية؟! الزنا، والسرقة، وقتل النفس، وشرب الخمر، ما هي وحشية؟!
هذه هي الوحشية الصحيحة.
فالحدود إنما جاءت
لمنع الوحشية، وليست وحشية، هي لمنع الوحشية، فكيف ينظرون إلى الجاني ويرحمونه؟!
ولا ينظرون إلى المجني عليه والمُعتدَى عليه ولا يرحمونه؟!
لكن هذا إما من أجل
الزيغ والضلال؛ لأجل أن يُضلوا المسلمين عن دينهم، وإما نتيجة الجهل بالله عز
وجل وبأحكامه وشرائعه!!
وإلا فالمؤمن لا يتفوه بمثل هذا الكلام، ولا ينتقد الحدود ولا ينتقد الأحكام الشرعية الواردة في كتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وإنما يَرْضَى، ويُسَلِّم، ويؤمن بأنها رحمة له وللأمة، وليست قسوة - كما يقولون -، ليست من القسوة، بل هي من الحماية للمجتمع. هذه هي الحدود في الشرع.