عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَدِمَ
نَاسٌ مِنْ عُكْلٍ -أَوْ عُرَيْنَةَ- فَاجْتَوَوُا الْمَدِينَةَ، فَأَمَرَ لَهُمُ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِلِقَاحٍ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا مِنْ
أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا، فَانْطَلَقُوا.
فَلَمَّا صَحُّوا، قَتَلُوا رَاعِيَ النَّبِيِّ صلى الله
عليه وسلم وَاسْتَاقُوا النَّعَمَ.
فَجَاءَ الْخَبَرُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ، فَبَعَثَ فِي
آثَارِهِمْ. فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ جِيءَ بِهِمْ، فَأَمَرَ: فَقُطِّعَتْ
أَيْدِيهمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ، وَسُمِّرَتْ أَعْيُنُهُمْ، وَتُرِكُوا
فِي الْحَرَّةِ يَسْتَسْقُونَ فَلاَ يُسْقَوْنَ.
قَالَ أَبُو قِلاَبَةَ: فَهَؤُلاَءِ سَرَقُوا،
وَقَتَلُوا، وَكَفَرُوا بَعْدَ إيمَانِهِمْ، وَحَارَبُوا اللهَ وَرَسُولَهُ.
أَخْرَجَهُ الْجَمَاعَةُ([1]).
اجْتَوَيْتَ البِلاَدَ: إِذَا كَرِهْتَهَا وَإِنْ كَانتْ
مُوَافِقَةً.
وَاسْتَوْبَلتَهَا: إِذَا لَمْ تُوَافِقْكَ([2]).
*****
جاء قوم من الأعراب، من «عُكْل»، وهو اسم قبيلة، أو من «عُرَيْنَة»، وهي قبيلة أخرى، شَكَّ الراوي، جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأسلموا، ولكنهم لم يستطيبوا جوّ المدينة، لم يَطِبْ لهم جوّ المدينة، فأصيبوا بشيء من المرض أو من الحُمَّى.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (233)، ومسلم رقم (1671).