والمِجَنّ: هو التُّرس الذي يتخذه المُقاتِل، يتترس من ورائه، هذا هو المِجَنّ.
سُمي مِجَنًّا لأن الاجتنان هو الاستتار، جَنَّه الليل؛ يعني: سَتَره الليل ﴿فَلَمَّا جَنَّ عَلَيۡهِ ٱلَّيۡلُ﴾ [الأنعام: 76]، يعني: سَتَره
الليل. ومنه الجن؛ لأن الجن لا نراهم، فهم مستترون عنا، فهم يُسمَّون الجن؛ من أجل
أننا لا نراهم، مستترون عنا. وسُمِّي التُّرس مِجَنًّا؛ لأنه يَستر المُقاتِل، فلا
تصل إليه السهام([1]).
الشاهد: أن الرسول صلى الله
عليه وسلم قَطَع في مِجَنٍّ قيمته ثلاثة دراهم. فدل على أن السلع والعُروض
تُقَوَّم، إما بربع دينار، وإما بثلاثة دراهم. فإذا بلغ هذا المقدار وجب القطع،
وإذا كان دون هذا فلا يُقطع به.
«فِي مِجَنٍّ»، عَرَفنا المِجَن،
وقيمته ثلاثة دراهم. فيه دليل: على أنه إذا كان المسروق من غير النقدين أنه
يُثمَّن بالنقدين، ربع دينار أو ثلاثة دراهم.
«وَفِي لَفْظٍ:
ثَمَنُهُ ثَلاَثَةُ دَرَاهِمَ»، انظر دقة الرواية وتَحَرِّي المُحَدِّثين ! ما الفرق
بين القيمة والثمن؟!
الإنسان العَجِل
يقول: ما بينهما فرق. مع أن بينهما فرقًا.
«ثمنه» يعني: الذي اشتُري
به.
أما «قيمته»: فهي التي يساويها وقت السرقة، وقد تكون أكثر من الثمن، وقد تكون أقل.