×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

لأن الحِيَل لا تنفع إذا أريد بها إسقاط الأحكام الشرعية، فالحِيَل ما نفعت اليهود، ما يجوز الاحتيال على أوامر الله سبحانه وتعالى، وأن تظهر الأشياء بغير مظهرها، يسمى الخمر بغير اسمه، يسمى الربا بغير اسمه، تسمى السرقة بغير اسمها، ما يجوز، الأسماء لا تُغَيِّر الحقائق، لا يُلتفت إلى الأسماء، إنما يُلتفت إلى الحقائق!!

فهذه المرأة كانت تستر سرقتها بصورة العارية، ولم ينفعها ذلك، أَمَر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع يدها!

فقبيلتها أهمهم شأنها؛ لأنها امرأة شريفة من بني مخزوم من قريش، أَمَر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع يدها. وفي ذلك هوان عليهم، فَكَّروا كيف يواجهون الرسول صلى الله عليه وسلم.

وهذا يدل: على هيبة الرسول صلى الله عليه وسلم وصرامته في الأحكام؛ أنه لا تأخذه في الله لومة لائم!!

فَكَّروا، وجدوا أن أَحَبّ الناس إليه، أَحَبّ الرجال إليه بعد أبي بكر الصِّديق، وأوثقهم به وأقربهم له مولاه أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنهما، وحِبّه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحبه ويحب أباه زيد بن حارثة.

فهم أرادوا أن يتقربوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الرجل الكريم أسامة بن زيد؛ نظرًا لمكانته عند الرسول صلى الله عليه وسلم.

أسامة يريد الخير، كَلَّم النبي صلى الله عليه وسلم، فغَضِب النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن هذا الأمر ليس فيه محاباة لأحد ولا فيه وسائط.وفيه دليل على أن الشافع يُرد إذا كانت شفاعته سيئة؛ أنها تُرد، ولو كان


الشرح