عَنْ أَبِي بُرْدَةَ هَانِئِ بْنِ نِيَارٍ الْبَلَوِيِّ
رضي الله عنه: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لاَ
يُجْلَدُ فَوْقَ عَشَرَةِ أَسْوَاطٍ إلاَّ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ»([1]).
*****
ثالثًا: أنه أربعون، ولكن
يزاد من باب التعزير إلى ثمانين؛ كما فَعَل عمر رضي الله عنه.
فهذا هو الكلام في حد
الخمر ومقداره.
وفي الحقيقة أن
العبرة ليست بعدد الجَلْد، العبرة بنوع الجَلْد؛ لأن هناك من الجَلد ما يبلغ
الآلاف لكن ما يَضر المجلود، إنما هو شكلي فقط، فهذا لا عبرة بكثرة العدد. ومن
الجَلد ما هو يسير، لكنه مؤلم، فيردع الإنسان.
فينبغي العناية
بالجَلد، فلا يُتساهل فيه، لا يكون شديدًا بحيث يجرح أو يكسر العظم، ولا يكون
خفيفًا بحيث لا يؤثر ولا يردع. وإنما يُتوسط في هذا الأمر، يكون جَلْدًا مؤلمًا
ألمًا لا يبلغ حد الشدة. هذا هو المطلوب من الجَلْد.
لما انتهى رحمه الله
من باب الحدود، انتقل إلى التعزير.
التعزير: هو التأديب في كل
معصية ليس فيها حد ولا كفارة. كل معصية ليس فيها حد مُقَدَّر من الشارع وليس فيها
كفارة، ففيها التعزير.
ولا يُترك العصاة يسرحون ويمرحون، بل لابد من العقوبة، إما بالحد - إن كان هناك حد -، أو العقوبة بالتعزير حتى يرتدع الناس.