×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ الْخَمْرَ، فَجَلَدَهُ بِجَرِيدَةٍ نَحوَ أَرْبَعِينَ.

قَالَ: وَفَعَلَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ اسْتَشَارَ النَّاسَ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: أَخَفُّ الحُدُودِ ثَمَانُونَ. فَأَمَرَ بِهِ عُمَرُ رضي الله عنه([1]).

. *****

  في هذا الحديث أن رجلاً شرب الخمر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

ففيه: أن المعاصي تقع في كل مجتمع، ولو كان هذا المجتمع من أطهر المجتمعات، ليس هناك أطهر من المجتمع الذي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، ومع هذا وُجد فيه مَن يعصي الله.

فوجود المعصية في المجتمع هذا واقع، ولو كان هذا المجتمع مجتمعًا نزيهًا وملتزمًا بأوامر الله، لا بد أن يوجد فيه مَن يقع في المعاصي؛ لأن الشيطان - لعنه الله - يحاول إغواء بني آدم وإغراءهم في كل وقت.

فليست الغرابة في أن تقع المعصية في المجتمعات الإسلامية، إنما الغرابة أن تُتْرَك ولا تُعالَج، ويُتْرَك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويُتْرَك إقامة الحدود. هذا هو المستغرب. أما أن تقع المعاصي في مجتمع ما، فهذا شيء لا بد منه.

ليس كل الناس على وتيرة واحدة، يوجد فيهم المتساهل، ويوجد فيهم العاصي، ويوجد فيهم ضعيف الإيمان، ويوجد فيهم مَن يميل إلى الشهوات.


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (6773)، ومسلم رقم (1706) واللفظ له.