×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

الإنسان ليس معصومًا! وُجِد مَن يزني في زمن النبي صلى الله عليه وسلم -كما مر-، وُجِد مَن يشرب الخمر - كما مر - وُجِد مَن يسرق - كما مر - في المجتمع على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه كانت تقام الحدود، هذا هو المطلوب.

أما إذا عُطلت الحدود، فإن هذه الجرائم تستشري ويفسد المجتمع، ويَكثر التعدي على الناس في دمائهم وأموالهم.

فمن رحمة الله تشريع هذه الحدود لحماية المجتمع من الوقوع في هذه الجرائم، فهي رحمة للمجتمع، ورحمة للعصاة - أيضًا - لأنهم يتوبون إلى الله عز وجل، وينزجرون إذا وقعوا، وقبل الوقوع يفكرون في العقوبة، فيتركون هذه الجرائم.

فليست الحدود وحشية؛ كما يقوله الكفار، أو يقوله من انخدع بالكفار من أبناء المسلمين، ويقولون: إن الإسلام دين التسامح، الإسلام دين المسالمة، فليس فيه وحشية، وليس فيه.. إلى آخر ما يقولون!!

هذه ليست وحشية، هذه علاج، أرأيت لو كان مريضً فيه عضو فاسد، لو تُرِك لسرى إلى جسمه وقَتَله، هل يُترك ويقال: قطع العضو هذا وحشية؟! لا، هذا منتهى الرحمة، فيُقطع العضو الفاسد؛ لتبقى بقية الجسم، وليس هذا وحشية. الوحشية لو تُرِك، هذه هي الوحشية وعدم الرحمة.

فإقامة الحدود من نعم الله ومن رحمة الله بالمسلمين.


الشرح