ومن ذلك هذا الحديث،
أن نبي الله سليمان بن داود - عليهما الصلاة والسلام - قال: «لَأَطُوفَنَّ
اللَّيْلَةَ عَلَى تِسْعِينَ امْرَأَةً»؛ يعني: يجامع تسعين امرأة في ليلة
واحدة. وهذا لأن الله خص الأنبياء بقوة ليست في غيرهم، ورجولة ليست في غيرهم.
وغرضه من ذلك ليس
الشهوة، وإنما غرضه من ذلك إنجاب الأولاد الذين يجاهدون في سبيل الله.
وهذا من المقاصد
العظيمة التي ينبغي للمسلم أن يقصدها، فلا يكن همه من امرأته قضاء وطره وشهوته
فقط، وإنما يكون مع ذلك يريد الذرية الصالحة، التي ينفع الله بها الإسلام
والمسلمين، ويُكثر عدد المسلمين.
ولهذا قال صلى الله
عليه وسلم: «تَزَوَّجُوا الْوَدُودُ الْوَلُودَ؛ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ
الأُْمَمَ»([1])، فحَثَّ على كثرة
النسل، عكس ما يدعو إليه المخدوعون من المنتسبين إلى الإسلام؛ تأثرًا بدعايات
الكفار بتحديد النسل خوفًا من الفقر. والكفار يريدون من وراء ذلك تقليل عدد
المسلمين. وهؤلاء الذين ينعقون بأصوات الكفار لا ينتبهون لهذا الأمر، أو ينتبهون
ويكون مَقْصِدهم مَقْصِد الكفار، الله أعلم بنياتهم.
وعلى كل حال، فهذا فيه طلب: كثرة النسل، وأن يكون الغرض من ذلك قوة المسلمين والجهاد في سبيل الله. وأما الأرزاق فهي بيد الله، الله لم يخلق نفسًا إلاَّ ويخلق لها رزقها.