×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

وكثرة النسل على العكس، تُسبب كثرة الرزق؛ لأنه يَكثر المحترفون والصُّناع والزُّراع، فيَكثر الإنتاج بإذن الله، والأرض فيها خيرات كثيرة، لكن تحتاج إلى أسباب للإنتاج، ومنها كثرة النسل، فإنهم سيَكثر عملهم وإنتاجهم.

«لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى تِسْعِينَ امْرَأَةً»، هذا دليل: على أن عنده نساء كثيرات، منهن زوجات، ومنهن مِلك يمين.

ففيه دليل: على تعدد الزوجات في حدود الشرع، ففي الإسلام إلى أربع نسوة.

وفيه دليل: على التسري بالإماء، وأن هذا من سُنن الأنبياء، وقد تَسَرَّى نبينا صلى الله عليه وسلم بماريَة القبطية، فأنجبت له إبراهيم ابن الرسول صلى الله عليه وسلم.

فالتسري بمِلك اليمين هذا من سنن الأنبياء، ومما نص الله عليه في القرآن: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ ٢٩ إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ [المعارج: 29- 30].

«تَلِدُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ غُلاَمًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ»، هذا غرضه صلى الله عليه وسلم، وهو غرض شريف، يدل على علو همته وجهاده في سبيل الله عز وجل.

إلا أنه لم يقل: «إن شاء الله». لم يَستثنِ، «قالَ لَهُ المَلَكُ: قُلْ: إِنْ شَاءَ اللهُ»، هذا دليل: على أن الحالف إذا استثنى أثناء اليمين، وقال: إن شاء الله. فإنه لا يحنث لو لم يحصل المقصود الذي حلف عليه؛ لأنه استثنى.


الشرح