وهذا محل الشاهد من الحديث: أن الاستثناء في اليمين ينفع في عدم الحِنث.
وفيه دليل: على أن الاستثناء
يكون بالقول؛ لقوله: «قُلْ: إِنْ شَاءَ اللهُ»، أما لو استثنى بقلبه ولم
يتلفظ، فهذا لا ينفعه شيئًا.
واحدة منهن أنجبت
ولدًا غير كامل، عكس ما أراده سليمان عليه السلام؛ لأنه لم يقل: إن شاء الله. فلم
يتم له مقصوده.
وهذا يدل: على أن الإنسان إذا
التزم بشيء أو وعد بشيء أنه لا يجزم، وإنما يقول: «إن شاء الله» لأنه لا يدري ما
يَعرض له؛ ولهذا جاء في القرآن ﴿سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ
ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ﴾ [القصص: 27]، ﴿سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ
ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾ [الصافات: 102].
فيأتون بـ «إن شاء الله»،
ولا يعزمون إذا وعدوا بشيء، خصوصًا إذا عاهدوا الله عز وجل، فإنهم يأتون بـ
«إن شاء الله»؛ من أجل أنه إذا لم يتم مقصودهم، فإنهم لا يكون ذلك عليهم حِنثًا في
اليمين.
وفيه: مشروعية الجهاد في
سبيل الله، وأنه من سنن الأنبياء، وأن الجهاد ليس محصورًا في الإسلام، وإنما هو في
الشرائع السابقة.
ففيه: رَدٌّ على الذين
يقولون: إن الإسلام دين قتل، دين سفك دماء ووحشية.. إلى غير ذلك.
فالجهاد في سبيل
الله هو دين الأنبياء من قبل!!
فهذا موسى عليه السلام خرج بقومه غازيًا إلى بيت المقدس؛ لتخليصه من العماليق الكفار.