وهذا المَلِك الذي
بعثه الله في بني إسرائيل لما قالوا: ﴿ٱبۡعَثۡ
لَنَا مَلِكٗا نُّقَٰتِلۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ﴾ [البقرة: 246]، بَعَث الله لهم
طالوت مَلِكًا، وقاتل جالوتَ مع قلة عدد المؤمنين وكثرة عدد الكفار، فنَصَرهم الله
على عدوهم، وقَتَل داودُ جالوتَ.
فالقتال في سبيل
الله شريعة قديمة، وليست في الإسلام فقط، كما يدعيه هؤلاء الذين يطعنون في
الإسلام، ويقولون: إنه دين وحشية، ودين قتل... إلى آخره.
والغرض من الجهاد: ليس القتل وسفك
الدماء، وإنما الغرض غرض شريف، وهو تخليص البشرية من العبودية لغير الله ومن
الطواغيت المسيطرة عليهم، تخليصهم إلى عبادة الله عز وجل، وإلى زوال
الطاغوتية الجبارة عليهم.
فالغرض من الجهاد: غرض شريف ومَقْصِد
نبيل، وهو من مصلحة البشرية، ومن مصلحة المُقاتَلين أنفسهم؛ لأنهم يتوبون إلى
الله، ويتخلصون من الجبابرة، ويجدون في الإسلام السَّعة، ويجدون فيه الرحمة،
ويتخلصون من الكفر وعبادة غير الله، والذلة والمهانة في الكفر.
فالجهاد في الإسلام
رحمة من الله عز وجل وغرض شريف، ومَقْصِد نبيل، وليس القصد منه أخذ الأموال
أو سفك الدماء أو المِلْك.
ومن العجيب أن هؤلاء الذين يطعنون في الإسلام تشريعه للجهاد، هم الذين يقاتلون للإفساد، الإسلام يقاتل للإصلاح ونشر العدالة