وفي هذا وَصْف الله جل وعلا بالغضب،
فالله يُوصف بأنه يَغضب، وبأنه يَرضى، وبأنه يُحِب، وبأنه يَكره، وبأنه يَسخط،
وبأنه يَمْقُت، كل هذا جاءت به الأدلة. وهو على ما يليق بجلال الله سبحانه وتعالى،
ليس كغضب المخلوق، وإنما هو غضب يليق بجلال الله سبحانه وتعالى
كسائر صفاته.
وفيه دليل: على أن القاضي
يَقضي على نحو ما يسمع؛ لأنه لا يعلم الغيب، ولكن يَقضي على نحو ما يسمع. وكان
النبي صلى الله عليه وسلم يقضي على نحو ما يسمع؛ كما جاء في الحديث. فالقاضي ليس
له إلاَّ الظاهر، فيقضي على نحو ما يسمع، ويكل الباطن إلى الله جل وعلا
عَلاَّم الغيوب.
قوله: «وَنَزَلَتْ: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَشۡتَرُونَ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ وَأَيۡمَٰنِهِمۡ ثَمَنٗا قَلِيلًا﴾ [آل عمران: 77]»([1]).
كانت هذه القضية -
وهي قضية الأشعث بن قيس رضي الله عنه - سببًا لنزول الآية، لما قال: يا رسول الله،
يحلف ولا يبالي!! فأنزل الله هذه الآية: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَشۡتَرُونَ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ وَأَيۡمَٰنِهِمۡ ثَمَنٗا قَلِيلًا أُوْلَٰٓئِكَ لَا خَلَٰقَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ وَلَا
يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيۡهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا
يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾ [آل عمران: 77].
أنواع من الوعيد - والعياذ بالله - على مَن جَعَل اليمين طريقًا للكسب الحرام؛ في البيع، في الشراء، في الخصومات، الذي يحلف لأجل الكسب وأخذ الأموال فإنه يكون هذه سبيله:
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2356)، ومسلم رقم (138).