﴿لَا خَلَٰقَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ﴾ [آل عمران: 77]. يعني: ليس لهم في
الجنة نصيب. هذا وعيد شديد!
﴿وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ﴾ [آل عمران: 77]. لأن الله يكلم
المؤمنين، ويكلمونه في الجنة، ويتلذذون بكلامه، وينظرون إليه سبحانه وتعالى.
﴿وَلَا يَنظُرُ إِلَيۡهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ﴾ [آل عمران: 77]، لا ينظر الله إليهم
نظر رحمة وإكرام غضبًا عليهم، بل يُعْرِض عنهم سبحانه وتعالى إهانةً لهم.
﴿وَلَا يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾ [آل عمران: 77]، ولا يُطهرهم من
الذنوب والمعاصي التي كانت عليهم وماتوا وهي عليهم. فإن المؤمن قد يعفو الله عنه
ويخلصه: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ
ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48].
قد يغفر الله للمؤمن
يوم القيامة، لكن مَن حَلَف وهو كاذب على أموال الناس، سواء في البيع، أو في
الشراء، أو في الخصومات، أو في الأجور، أو في المقاولات... أو في غير ذلك، مَن
اتخذ اليمين سبيلاً للكسب وهو كذاب، فإن هذا سبيله يوم القيامة، نسأل الله العافية!
ففي هذا: سبب لنزول الآية،
وأنتم تعلمون أن من علوم القرآن أسباب النزول، ولمعرفة أسباب النزول فوائد عظيمة؛
ولهذا المفسرون كلما مروا على آية لها سبب، بَيَّنوا السبب، وأَلَّفوا مؤلفات خاصة
بأسباب النزول لأجل فائدتها؛ لأن سبب النزول يوضح الآية ويبينها.
والقاعدة كما قالوا: «والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب».