عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ
بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ خُصُومَةٌ فِي بِئْرٍ، فَاخْتَصَمْنَا إلَى رَسُولِ اللهِ
صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «شَاهِدَاكَ أَوْ
يَمِينُهُ»، قُلْت: إِنَّهُ إِذًا يَحْلِفُ وَلاَ يُبَالِي!
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ
عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، هُوَ فِيهَا
فَاجِرٌ؛ لَقِيَ اللهَ عز وجل وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ»([1]).
*****
فليست هذه الآية
خاصة بهذا الرجل، إنما الآية عامة: ﴿إِنَّ
ٱلَّذِينَ﴾ [آل عمران: 77]. و ﴿ٱلَّذِينَ﴾ هذه من ألفاظ العموم عند الأصوليين، فهي تتناول كل من
اتصف بهذه الصفة إلى يوم القيامة.
فهذا فيه: تعظيم
الأيمان واحترامها، وأن الإنسان لا يحلف إلاَّ وهو متيقن، ولا يحلف على الكذب، ولا
يتعمد الكذب.
فإذا حلف كاذبًا في
الخصومة أو في البيع والشراء، فقد ارتكب جريمتين عظيمتين:
الجريمة الأولى: أخذ أموال الناس.
الجريمة الثانية: استهانته باليمين
واستخفافه بها.
وهذا من الوعيد الشديد، وهو أنه لا خَلاَق له في الآخرة، ولا يكلمه الله، ولا ينظر إليه، ولا يزكيه، وله عذابٌ أليم. وأيضًا: الله يغضب عليه، أنواع من الوعيد الشديد - والعياذ بالله -.