×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَجُلٍ خُصُومَةٌ فِي بِئْرٍ، فَاخْتَصَمْنَا إلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «شَاهِدَاكَ أَوْ يَمِينُهُ»، قُلْت: إِنَّهُ إِذًا يَحْلِفُ وَلاَ يُبَالِي!

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، هُوَ فِيهَا فَاجِرٌ؛ لَقِيَ اللهَ عز وجل وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ»([1]).

*****

فليست هذه الآية خاصة بهذا الرجل، إنما الآية عامة: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ [آل عمران: 77]. و ﴿ٱلَّذِينَهذه من ألفاظ العموم عند الأصوليين، فهي تتناول كل من اتصف بهذه الصفة إلى يوم القيامة.

فهذا فيه: تعظيم الأيمان واحترامها، وأن الإنسان لا يحلف إلاَّ وهو متيقن، ولا يحلف على الكذب، ولا يتعمد الكذب.

فإذا حلف كاذبًا في الخصومة أو في البيع والشراء، فقد ارتكب جريمتين عظيمتين:

الجريمة الأولى: أخذ أموال الناس.

الجريمة الثانية: استهانته باليمين واستخفافه بها.

وهذا من الوعيد الشديد، وهو أنه لا خَلاَق له في الآخرة، ولا يكلمه الله، ولا ينظر إليه، ولا يزكيه، وله عذابٌ أليم. وأيضًا: الله يغضب عليه، أنواع من الوعيد الشديد - والعياذ بالله -.


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (4549)، ومسلم رقم (138).