عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ نَهَى عَنِ النَّذْرِ، وَقَالَ: «إِنَّ
النَّذْرَ لاَ يَأْتِي بِخَيْرٍ، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ»([1]).
*****
نهى عن النذر، هل هو نَهْي تحريم أو نَهْي
كراهية؟
الجمهور: على أنه نَهْي
كراهية، بدليل أنه صلى الله عليه وسلم قال: «أَوْفِ بِنَذْرِكَ»، «مَنْ
نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللهَ، فَلْيُطِعْهُ»([2])، فيكون هذا من باب
نهي الكراهية.
وقيل: إنه على أصله، إنه
للتحريم، إنه يَحرم على الإنسان أن يَنْذِر، وفي بعض الروايات: «لاَ
تَنْذِرُوا»([3]) بالنهي «لاَ
تَنْذِرُوا».
وعلى كل حال،
الإنسان ما دام لم يَنْذِر فهو في سَعة: إن شاء فَعَل الخير، وإِنْ تَرَكه فلا حرج
عليه. لكنه إذا نَذَر لزمه ذلك.
وربما يصعب عليه
ويشق عليه، فيكون هو الذي وَرَّط نفسه.
كثيرًا ما يسألون
الآن عن نذور ثقيلة، ينذرونها ولا يفكرون وقت النذر، ثم إذا لزمهم النذر صعب عليهم
التنفيذ! فصاروا يبحثون عن المخارج ويسألون عن المخارج!!
أنت الذي ورطت نفسك، النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ النَّذْرَ لاَ يَأْتِي بِخَيْرٍ»، فلماذا تَنْذِر من الأول؟!