×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

 خَصِيمٗا [النساء: 105]، ﴿وَلَا تُجَٰدِلۡ عَنِ ٱلَّذِينَ يَخۡتَانُونَ أَنفُسَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمٗا ١٠٧ يَسۡتَخۡفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلَا يَسۡتَخۡفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمۡ إِذۡ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرۡضَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡلِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطًا[النساء: 107- 108].

فعلى المُدَّعِي وعلى المحامي عنه أن يتقيا الله سبحانه، وعلى المُدَّعَى عليه أيضًا أن يتقي الله ولا يَكتم الحق الذي عنده. على كُلٍّ من الخَصمين أن يؤدي الحق إذا كان ظالمًا، ولا يعتبر القضاءَ أنه مسوغ لهم، بل القضاء إنما هو على الظاهر لا على البواطن، الذي يقضي على البواطن هو الله جل وعلا. أما البشر فيقضون على الظواهر. فالواجب التنبه لمثل هذا الأمر الخطير!!

والمصنف أورد هذا الحديث: ليدل على أن حكم القاضي إنما هو على الظاهر، وأنه لو حَكَم بشيء والباطن خلافه، فإن حكمه لا يُسوِّغ للخَصْم أن يأخذ هذا الشيء، لا يُسوِّغ له، وإنما هو قطعة من نار جهنم.


الشرح