«الإِشْرَاكُ
بِاللهِ»، ما الإشراك بالله؟ هل معناه أن تعتقد أن أحدًا يخلق مع الله، ويرزق مع الله، ويدبر
الكون مع الله؟
هذا لا يقول به أحد،
حتى المشركون يعترفون بأن الله هو المنفرد بالخَلْق والتدبير والرزق والإحياء
والإماتة. يُقِرون بهذا كما في القرآن.
إذًا ليس الشرك هو
هذا، هذا شرك لكن لا أحد في العالم يقول بهذا، يعتقد أن أحدًا يَخلق مع الله،
ويُدبِّر مع الله، ويَرزق مع الله، لا أحد يعتقد هذا، حتى عبدة الأوثان ما يعتقدون
هذا.
وإنما هو الشرك في
الألوهية، وهو عبادة غير الله عز وجل. هذا هو الشرك، الشرك في الألوهية، وهو الذي
جاءت الرسل تنكره وتَنْهَى عنه، الشرك في الألوهية.
هذا هو الشرك الذي
صار النزاع فيه بين الرسل وأممهم، ولا يزال النزاع بين المشركين والموحدين في هذا
الأمر؛ الشرك في الألوهية، الذي يَتخذ مع الله إلهًا آخر، هو لا يَتخذ ربًّا آخر،
وإنما يَتخذ إلهًا آخَر؛ يعني: معبودًا آخر، بأن يدعوه من دون الله، أو يستغيث به
وهو ميت أو غائب، أو جن أو إنس، أو يَذبح لغير الله، أو يَنْذِر لغير الله.
هذا هو الشرك في
الألوهية، وهو الذي قام سوق الجهاد من أجله، من أجل أن يُعْبَد الله وحده، وتُترك
عبادة ما سواه، هذا هو الشرك.
لا كما يقوله المغرضون والذين يشركون في الألوهية، ويقولون: فِعلنا هذا ليس بشرك، الشرك في الربوبية، نحن لا نعتقد أن أحدًا يَخلق مع الله، ولكنا تَقَرَّبنا إلى الله بهؤلاء الوسائط!!