هذا هو قول المشركين
الأولين؛ كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ
ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ
إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزمر: 3]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا
يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يونس: 18] فيقولون: يقربوننا،
ويقولون: شفعاؤنا، ويقولون: وسيلتنا وواسطتنا عند الله. هذا هو الذي عليه المشركون
الأولون والمشركون المتأخرون، هم سواء.
إذًا الشرك هو الشرك
في الألوهية، «الإِشْرَاكُ بِاللهِ»؛ يعني: في الألوهية.
«وَعُقُوقُ
الْوَالِدَيْنِ»، عقوق الوالدين: معصية الوالدين، معصيتهما في غير ما أَمَر الله
بمعصيتهما فيه وهو الشرك: ﴿وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ
أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا
فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ﴾ [لقمان: 15]، فإذا أَمَرا بمعصية فلا
طاعة لهما، لكن يطاعان في غير ذلك، ﴿وَإِن
جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي﴾ [لقمان: 15]، وفي الآية الأخرى: ﴿وَإِن جَٰهَدَٰكَ لِتُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ﴾ [العنكبوت: 8]، ﴿فَلَا تُطِعۡهُمَآۚ﴾ [العنكبوت: 8]،
قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الخَالِقِ»([1])؛ الوالد وغيره، لا طاعة لهم في معصية الله، لاسيما الشرك.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (1095)، والبزار رقم (1988)، والطبراني في «الكبير» رقم (367).