×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

هذا هو قول المشركين الأولين؛ كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزمر: 3]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ [يونس: 18] فيقولون: يقربوننا، ويقولون: شفعاؤنا، ويقولون: وسيلتنا وواسطتنا عند الله. هذا هو الذي عليه المشركون الأولون والمشركون المتأخرون، هم سواء.

إذًا الشرك هو الشرك في الألوهية، «الإِشْرَاكُ بِاللهِ»؛ يعني: في الألوهية.

«وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ»، عقوق الوالدين: معصية الوالدين، معصيتهما في غير ما أَمَر الله بمعصيتهما فيه وهو الشرك: ﴿وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ [لقمان: 15]، فإذا أَمَرا بمعصية فلا طاعة لهما، لكن يطاعان في غير ذلك، ﴿وَإِن جَٰهَدَاكَ عَلَىٰٓ أَن تُشۡرِكَ بِي [لقمان: 15]، وفي الآية الأخرى: ﴿وَإِن جَٰهَدَٰكَ لِتُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٞ [العنكبوت: 8]، ﴿فَلَا تُطِعۡهُمَآۚ [العنكبوت: 8]،

قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الخَالِقِ»([1])؛ الوالد وغيره، لا طاعة لهم في معصية الله، لاسيما الشرك.


الشرح

([1]) أخرجه: أحمد رقم (1095)، والبزار رقم (1988)، والطبراني في «الكبير» رقم (367).