×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

 عقوقهما من أكبر الكبائر، ليس كبيرة فقط بل من أكبر الكبائر، عقوق الوالدين. والعَق: هو القطع، العق والعقيقة هما القطع([1])، وذلك بقطع البر وقطع الصلة معهما.

قال رضي الله عنه: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئًا، في أول الجلسة وأول الكلام كان متكئًا على جدار أو على شيء، كان مستريحًا صلى الله عليه وسلم، ثم إنه جلس وتَرَك الاتكاء اهتمامًا بما سيقول، فقال: «أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ»؛ يعني: شهادة الزور من أكبر الكبائر، ليست كبيرة فقط بل من أكبر الكبائر، شهادة الزور وقول الزور.

والزُّور: هو الكذب. سُمي زُورًا من التزوير، وهو تحسين الشيء على خلاف ما هو في الحقيقة. أو من الازورار، وهو الانحراف. فشهادة الزُّور فيها تزوير وفيها ازورار، فيها ازورار عن الحق، وفيها تزوير وتزيين للخديعة وإظهار الباطل بمظهر الحق([2]).

«أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ»، شهادة الزور: هي الشهادة الكاذبة، هذا هو الزُّور، الشهادة الكاذبة، التي لا تَعلم ما تَشهد به. قال تعالى: ﴿إِلَّا مَن شَهِدَ بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ [الزخرف: 86]، يعلمون ما يشهدون به. إخوة يوسف يقولون: ﴿وَمَا شَهِدۡنَآ إِلَّا بِمَا عَلِمۡنَا [يوسف: 81].


الشرح

([1]) قال الأزهري: «أصل العَق: الشَّق والقَطْع». انظر مادة (عق) في: تهذيب اللغة (1/48)، والصحاح (4/1527)، ومقاييس اللغة (4/3)، ولسان العرب (10/255).

([2]) انظر مادة (زور) في: تهذيب اللغة (13/163)، والصحاح (2/672)، ومقاييس اللغة (3/36)، ولسان العرب (4/333).