×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

 الجواب: إن هاتين الجريمتين يتحاشى منهما المسلم، يتحاشى من الشرك، ويتحاشى من عقوق الوالدين، لكن قد لا يتحاشى من شهادة الزور، يتساهل فيها ويقول: هذه مناصرة لهذا الإنسان، أو مساعدة له! يأتي بها من باب المساعدة ومن باب المناصرة له.

وهذا في الحقيقة خطير جدًّا؛ فيجب على الإنسان ألاَّ يَشهد بشيء إلاَّ وهو يَعلمه. وما لا يعلمه يقول: «لا أدري»، وكلمة «لا أدري» هذه فيها ملجأ عظيم، حصن للإنسان، سواء في مسائل العلم أو في مسائل الشهادة، الحمد لله أنت بعافية، قل: «لا أدري»، ومَن قال: «لا أدري» فقد أجاب.

قال رضي الله عنه: «فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ يَسْكُتُ».

أولاً: كان صلى الله عليه وسلم متكئًا ثم جلس؛ من الاهتمام.

ثانيًا: كررها مرارًا اهتمامًا بها، حتى أشفق عليه الصحابة رضي الله عنهم لما رأوا ما عليه صلى الله عليه وسلم من التأثر، فقالوا: «لَيْتَهُ يَسْكُتُ» من أجل ألاَّ يتأثر صلى الله عليه وسلم؛ لأن الصحابة يسيئهم ما يسيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ويشق عليهم ما يشق على الرسول صلى الله عليه وسلم، فلذلك قالوا: «لَيْتَهُ يَسْكُتُ» رحمةً به صلى الله عليه وسلم مما ظهر عليه من التأثر والاهتمام، مما يدل على أن شهادة الزور - والعياذ بالله - أمرها خطير.


الشرح