وقال تعالى لنبينا محمد صلى
الله عليه وسلم: ﴿فَٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ
ٱللَّهُۖ﴾ [المائدة: 48]، ﴿وَأَنِ ٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ﴾ [المائدة: 49]. أَمَر الله عز
وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بالقضاء.
فكان النبي صلى الله
عليه وسلم يَقضي ويُفتي، كان قاضيًا، وأميرًا، ومفتيًا صلى الله عليه وسلم،
وإمامًا في الصلاة، وخطيبًا في الجمعة، وكان داعيًا وواعظًا، وآمرًا بالمعروف
وناهيًا عن المنكر صلى الله عليه وسلم.
وكذلك السُّنة دلت
على نصب القضاة لأجل الحكم بين الناس، ومنه هذه الأحاديث الواردة في هذا الباب.
والإجماع منعقد على
أنه لابد من نصب القضاة، والضرورة تدعو إلى هذا؛ لأنه لو لم يكن هناك قضاة، لضاعت
الحقوق وتَسَلَّط الظَّلَمة على الناس، فالضرورة تقتضي نصب القضاة.
وقد بَعَث النبي صلى
الله عليه وسلم معاذًا إلى اليمن قاضيًا ومُعَلِّمًا، وبَعَث عليًّا رضي الله
عنه قاضيًا. فكان صلى الله عليه وسلم يبعث القضاة، والخلفاء من بعده كانوا
يبعثون القضاة، وينصبون القضاة.
فالقضاء ضرورة في
الإسلام، لابد للمسلمين منه؛ لئلا تضيع الحقوق، ولئلا يُحْكَم بين الناس بغير ما
أنزل الله، من القوانين الوضعية والطواغيت والبلايا.
فلابد من القضاء الشرعي للمسلمين؛ حتى تقام العدالة وتُنفَّذ أحكام الله سبحانه وتعالى، فالقضاء أمر ضروري للأمة، لابد منه.