×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

 وهذا عمل المجددين الذين يبعثهم الله على رأس كل قرن؛ ليجددوا للأمة دينها([1])، فلولا أن الله يبعث المجددين لتراكمت البدع ولغُيِّرت السنن، ومع طول الزمان يختفي الشرع وتأتي البدع مكانه، لكن الله برحمته وفضله يَبعث في هذه الأمة مَن يجدد لها دينها.

ما معنى يجدد؟ معناه: يعيد الدين جديدًا بعد أن طُمِس وأُخفي بالبدع، يبعث الله مَن يميط هذه البدع ويزيلها، ويظهر الدين جديدًا؛ كما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى.

وكان من حق المجددين علينا أن ندعو لهم، وأن نترحم عليهم، وأن نسير على منهجهم!!

لكن كثير من المبتدعة يُسيئون في حقهم، ويتهمونهم، ويُكفرونهم، ويَصفونهم بالأوصاف القبيحة!! لكن هذا لا يضرهم، إنما يضر مَن صدرت منه هذه التصرفات في حق العلماء، لا يضرهم هذا.

فإن قلت: ما علاقة هذا الحديث بباب القضاء؟!

نقول: يَدخل فيه القضاء، فمَن قضى بقضاء ليس عليه أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو مردود ومنقوض.

فلو أن قاضيًا حَكَم بما يخالف كتاب الله أو سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو إجماع المسلمين، فإنه باطل، يجب نقضه ورده.


الشرح

([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4291)، والحاكم رقم (8592)، والطبراني في «الأوسط» رقم (6527).