×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ - امْرَأَةُ أَبِي سُفْيَانَ - عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ، لاَ يُعْطِينِي مِنَ النَّفَقَةِ مَا يَكْفِينِي وَيَكْفِي بَنِيَّ، إلاَّ مَا أَخَذْتُ مِنْ مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمِهِ، فَهَلْ عَلَيَّ فِي ذَلِكَ مِنْ جُنَاحٍ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «خُذِي مِنْ مَالِهِ بِالْمَعْرُوفِ مَا يَكْفِيكِ وَيَكْفِي بَنِيكِ»([1]).

*****

هذه هند بنت عتبة بن ربيعة القرشية، أم معاوية بن أبي سفيان، وأم يزيد بن أبي سفيان، وهي امرأة عربية شهمة، فيها شهامة، فيها قوة، وأنجبت الأبطال؛ كمعاوية وأخيه يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنهما، وزوجها أبو سفيان بن حرب، المعروف، الذي تأخر إسلامه، أسلم عام الفتح رضي الله عنه، وكان من سادة قريش، بل لما قُتِل زعماء قريش في بدر صار هو مِن بعدهم الزعيم، إلى أن مَنَّ الله عليه بالإسلام، فأسلم عام الفتح.

جاءت هند بنت عتبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتكي، وتقول: إن زوجها أبا سفيان رجل شحيح. «شحيح»: يعني: بخيل مع حرص، «الشُّح»: هو البخل مع الحرص([2])، هي وصفته بهذا «شحيح»، لماذا شحيح؟ «لا يُعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بَنِيَّ»، هذا هو الشح، أنه يشح عليها بالنفقة هي وأولادها.

هل يجوز للإنسان أن يغتاب الشخص؟ هذه غِيبة، أليس كذلك؟.


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (2211)، ومسلم رقم (1714) واللفظ له.

([2]) انظر: الصحاح (1/378)، ولسان العرب (2/495)، وتاج العروس (6/498).