×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

 «هذا كذا...» ويفتي ويتخذونه بوابة لأغراضهم!! هو الذي أوقع نفسه من حيث لا يشعر وأوقع الناس.

فالواجب على طالب العلم: أن يحترم نفسه، وأن يبتعد عن هذه الأمور التي ليست من اختصاصه، ما يَدخل فيها ولا يفتي فيها. وإنما يَكِلها إلى الجهات المختصة!!

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الثاني المُحَدَّث؛ كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم([1])؛ كان إذا أشكل عليه الأمر، جَمَع المهاجرين والأنصار، واستشارهم فيه، ما يُحضر واحدًا ولا اثنين، يجمع المهاجرين والأنصار في المدينة، ويستشيرهم فيه، ويَعرض القضية عليهم ويتداولونها.

اليوم يوجد ما يُشبه هذا - ولله الحمد - هناك المجامع، وهناك اللجان العلمية، وهناك هيئة كبار العلماء، هناك جهات تجتمع لهذه الأمور ويَدرسونها.

فلا يَدخل فيها الأفراد وأنصاف المتعلمين والمتسرعون، لا يَدخلون فيها، ويقولون: نحن نبين للناس!! تُبَيِّن للناس وأنت ما تَبَيَّن لك هذا الشيء؟! ما يجوز لك هذا.

وحتى لو كنتَ عالمًا وفي جهة مختصة، وُكِّل إليها هذا الشيء، فلا تفتئت عليهم وتتدخل في اختصاصهم، حَوِّل هذا عليهم، وأنت معافيك الله.


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (3469).