الواجب التنبه لهذا
الأمر، والتحذير من هذا الأمر، وعدم التسرع، «لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ
النَّاسِ».
ثم قال صلى الله
عليه وسلم: «فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ...»؛ يعني: ماذا تعمل مع الشبهات؟
تتقيها. وفي الحديث الآخَر: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ
يَرِيبُكَ»([1])، تتقيها، يعني: لا
تَدخل فيها.
«فَمَنِ اتَّقَى
الشُّبُهَاتِ، اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ»، «استبرأ لدينه»
يعني: طلب البراءة لدينه. فدل على: أن الذي يفتي بغير علم ويتناول
المشتبهات؛ أنه لم يطلب البراءة لدينه، «وَعِرْضِهِ»؛ لأن الناس يتكلمون
فيك ويسبونك، ويقولون: هذا الذي أوقعنا، هذا الذي قال لنا كذا وكذا. حينما يُدركون
أخطاءهم يتكلمون فيك، أو تصير حديثًا في المجالس، يتحدثون عنك، أحد يَجرح، وأحد
يَمدح، وأحد... أنت السبب على نفسك؛ لم تستبرئ لدينك ولا لعِرضك.
«وَمَنْ وَقَعَ فِي
الشُّبُهَاتِ...»؛ يعني: أَخَذها، وهي لا تزال مشتبهة ولم يتبين فيها، «وَقَعَ فِي
الْحَرَامِ»؛ لأن هذه وسيلة إلى الوقوع في الحرام.
مَن تساهل في المشتبهات تساهل بالحرام، والدين جاء بسد الذرائع، فالإنسان لا يتساهل في المشتبهات؛ لأنه إذا تساهل في المشتبهات تساهل في المحرمات؛ لأنه عَوَّد نفسه على الجرأة، «وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ، وَقَعَ فِي الْحَرَامِ»؛ لأنه اتخذ الوسيلة.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2518)، والنسائي رقم (5711)، والدارمي رقم (2574)، وأحمد رقم (1723).