وفي وقتنا الحاضر وُجدت المجامع الفقهية والجهات
العلمية؛ لتَدارُس هذه الأمور واستعراضها، فتُحال إليهم، تحال هذه الأشياء إلى
الجهات المختصة العلمية؛ لتدارسها وعرضها ومناقشتها من كل الجوانب، وإصدار الفتوى
فيها بعد ذلك.
أما أن كل واحد
يُنَصِّب نفسه، يُفتي في الفضائيات أو في الصحف والمجلات أو في المجالس، فأسهل شيء
عليه قوله: «هذا حلال» أو «هذا حرام» من غير علم، قال الله جل وعلا: ﴿وَلَا تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلۡسِنَتُكُمُ ٱلۡكَذِبَ هَٰذَا حَلَٰلٞ
وَهَٰذَا حَرَامٞ لِّتَفۡتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ
يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ لَا يُفۡلِحُونَ ١١٦ مَتَٰعٞ
قَلِيلٞ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾ [النحل: 116- 117].
فمسألة الخوض في
الحلال والحرام من غير علم: فيها خطر عظيم على البشرية، لا على الإنسان نفسه فقط،
بل على البشرية!! لأنه يُوقع الناس في الخطأ ويقتدون به. وأغلب الناس ما ينظرون
للذي يقول: «هذا حرام». ينظرون للذي يقول: «هذا حلال» ويركضون وراءه، فلان أفتى
بهذا!! ثم يركضون وراءه ويستبيحون هذه الأشياء، ويصير هو إمامهم وقائدهم إلى هذا
الخطر!!
الواجب على طالب العلم: أن يُمسك لسانه وقلمه وكلامه، فلا يتكلم إلاَّ عن علم، وإلا فإنه يسكت ويَكِل الأمر إلى أهله. هذا هو المطلوب، ولا يستخفنه الذين يريدون أن يوقعوه ويتخذوه بوابة؛ من الشركات أو أصحاب المساهمات أو أصحاب البنوك، يتخذونه بوابة، يخدعون به الناس، ويقولون: «هذا عالِم»، و«هذا جامعي»،