×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

فالواجب على هؤلاء أن يتوقفوا، ويَكِلوا هذه الأمور إلى العلماء الذين يستطيعون أن يعرفوا هذه الأشياء: هل هي من الحلال أو من الحرام؟ بما آتاهم الله من العلم والتمييز، ومعرفة الراجح من المرجوح، والناسخ من المنسوخ، والمُطلَق والمُقيَّد، والعام والخاص، والمُجمَل والمُبيَّن.

هذه أمور ليست سهلة، تحتاج إلى علماء يبحثونها!! فالذي ليس عنده استعداد لا يَدخل فيها، لا يُحرِّمها على الناس ولا يبيحها، يسكت، يقول: «لا أدري».

لكن كثيرًا من الناس - وخصوصًا الذين عندهم شيء من شِبه العلم أو شِبه التعلم - أسرع ما يكون يقولون: «حلال»، «حرام». في أمور فيها إشكال، ما ينظرون للإشكال حلال أم حرام ولا..!! ما يجوز هذا.

يا أخي، ما كلفك الله، تَوَقَّفْ، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ»، فدل على: أنه ما يعلمهن إلاَّ قليل من الناس، فكيف تتسرع أنت، وأنت لم تبلغ مبلغ الذين يعلمون هذه الأشياء؟! الواجب أن تَكِل العلم إلى أهله، لا تدخل فيها.

«لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ»، دل على: أن القليل يعلمونهن، وهم الذين آتاهم الله مَلَكة العلم، ومعرفة وجوه الاستدلال والمدارك، وهذا ما يَقدر عليه إلاَّ الأئمة، ما يَقدر على هذا إلاَّ الأئمة الراسخون في العلم، وفي هذه الأمور.


الشرح